انطلاقا من الحرص على إيجاد حل جذري لمشكلات
الرَّوْمَنَة من العربية كافة؛ اجتهد صاحبُ "BAS" حتى تتوافر فيه تلك المميزات التي أوصت بها المؤتمرات والدرسات
المهتمة بالعَرْمَنَة، مما تفتقده الأنظمة السابقة. ومن أهمها:
1. سهولة
الكتابة:
فمستخدِم الكمپُيوتر إذا أراد الكتابة بالعَرْمَنَة؛ فإنه
مع هذا النظام يكتبها بما في متناول أنامله على لوحة المفاتيح من أزرارِ حروفها؛
ولا يُضطر للجوء إلى إدراج أي رمز؛ بالدخول إلى قوائم الإدراج والرموز، أو بتنزيل
برامجَ أو خطوطٍ أو توليف أزرارٍ في لوحة المفاتيح لهذا الغرض، أو غير ذلك مما
يشيع استخدامه في بعض طرق «الرَّوْمَنَة
من العربية» التي لا
يعرفها أكثر المستخدمين، وربما يرى بعضَها كثيرٌ من الناس أولَ مرة. ويتضح ذلك من الجدول
(3) الذي يجمع الحروف والرموز المقابلة لحروف الهجاء العربية (بما فيها ألف الوصل
وهمزة القطع) والحركات (أو علامات الضبط) وحروف المد والألف المقصورة والهمزة الممدودة؛
حيث تُمْكِنُ كتابةُ كل مقابل فيه بضغطة واحدة مباشرة (أو اثنتين) على واحد من
مفاتيح اللوحة (أو اثنين). «وسواء كان المستخدِم موظفا مسؤولا عن تسجيل الولادات
في مستشفى، أو موظفا في الجوازات، أو شخصا متوسط التعليم؛ فإنه سيكون قادرا على
تطبيقه دون صعوبة»([i]).
2. سَعَة
الانتشار:
فكثير
من مقابِلات الحروف العربية هنا معروف لدى مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها
(ولا سيما الشباب المسلم)؛ من حيث استخدام الأرقام مقابِلات للحروف المختلفة صوتا.
بل إن الأرقام تستخدم كثيرا في عناوين المواقع، كما يتضح من الأشكال (من 17 إلى 19)؛
حيث نرى الرَّقْم "2" مقابلا الهمزة في اسم موقع «قُل لي» (www.2olli.com) بالعامية القاهرية؛ حيث تنطق القاف همزة. وهي تكتب "2ol lee" حسَبَ "BAS"، لكن تُلغى المسافة في عناوين الوِب. ونرى
الرَّقْم "7" مقابلا الحاء في اسم موقع «حاجات» (www.7agatonline.net)، وتكتب حسب "BAS": "7aajaat"، ونجد الرَّقْم "6" مقابلا حرف الطاء في اسم موقع «طرب» (www.6arab.com). وهو مكتوب بما يوافق "BAS" تماما.
الشكل (17)
|
الشكل (18)
|
الشكل (19)
|
الرَّقْم "2" للهمزة
|
الرَّقْم "7" مقابلا حرف الحاء
|
الرَّقْم "6" مقابلا الطاء
|
وهذا من أبرز الأمور التي شجعت على اعتماد هذه الرموز
في هذا النظام، وإن كنا لا نشجع هذه الكتابة بغير داعٍ ولا حاجةٍ ملحة.
3. سهولة
الاستيعاب:
فالتشابه الصوتي بين المقابِلات، ومنطقية الرموز
المستخدمة للمقابِلات المختلفة صوتا، فضلا عن شيوع استخدامها؛ كل هذا يجعل
استيعابها يسيرا وسريعا وثابتا؛ أكثر من الرموز المستخدمة بالأنظمة الأخرى.
4. الإسهام
في نشر اللغة العربية عالميا:
وذلك من خلال تعريف شعوب الدنيا حروفَ العربية، بدءًا
بتلك الحروف المختلفة صوتا؛ التي هي الأصعب نطقا على غير الناطقين العربية؛ وذلك عن
طريق التشابه بين الحروف العشَرة المختلفة صوتا ومقابِلاتها من الأرقام والرموز،
(وهي: العين والحاء، والغين والخاء، والصاد والطاء، والضاد والظاء، والهمزة، والشين)؛
كما تبين الأشكال (من 9 إلى 15).
وهذا يسهم – بلا شك – في تعريف مريدي قراءةِ العربية
من غير ناطقيها أشكالَ تلك الحروف، التي لا يوجد أغلبها في كثير من غيرها – إضافة
إلى الثاء والذال، اللَّذَيْن سيُشتهران مع مُهمَلَيْهِما – ومن قبلهما الجيم
والقاف. ولعل هذا الإسهام يكون خطوة من خطوات السعي لجعل لغتنا الجميلة هي اللغةَ
العالميةَ الأولى. فإذا نظرنا إلى عدد الدول التي تنحدر لغاتها من اللاتينية،
وتَستخدم حروفَها في كتابتها؛ اتضح لنا العدد الكبير من سكان العالم الذين يبلغون
مئات الملايين، ويمكن أن يعرفوا حروف العربية في أشكالها المقربة (كما يتضح من
الأشكال الخاصة بها هنا)، باعتماد "BAS" بديلا
للأنظمة السابقة.
5. ضمان
النطق السليم:
فهذا
النظام يضمن نطق غير العرب الكلماتِ المعَرْمَنَةَ كما تنطق بلسان قومها، ولا سيما
بعد إنشاء دليل صوتي (Audio
Guide) لنطق الحروف
العربية المختلفة صوتا، ونشره على الإنترنت وغيرها؛ ليسترشدَ به مستخدمو العَرْمَنَة
من غير الناطقين العربية؛ فينطقوا تلك الحروف سليمة كنطق أهلها، ويقرأوا القرآن
الكريم صحيحا كما أُنزل.
وسوف يسعى صاحب النظام – إن شاء الله تعالى وقدَّر – لتنفيذ
ذلك الدليل الصوتي، بالتعاون مع بعض الجهات المهتمة بهذا الأمر، (مثل: مجمع الملك
فهد لطباعة المصحف الشريف، ومركز الملك عبد الله بن عبد العزيز الدولي لخدمة اللغة
العربية، والمركز الجغرافي الملكي الأردني).
6. تسهيل
تصويب العَرْمَنَات:
فهناك عَرْمَنَات للقرآن الكريم لا تَستخدم أية رموز،
بل تستخدم الكتابة العادية، كتلك التي بالشكل (5)، فتكتب الحاء "h"، والطاء "t"، والصاد "s"، والضاد "d"؛ وهذا يجعل بعض الكلمات تُقرأ
قراءة كلماتٍ غيرها. والتزام "BAS" يضمن
تصويب ذلك وغيره؛ فـ﴿ٱلۡحَمۡدُ﴾ غير الهَمد، و﴿ٱلۡبَحۡرُ﴾ سوى البَهْر (من أبهَر)، ﴿وَمُحَرَّمٌ﴾ شيء ومُهَرَّم شيء آخر. وفرق بين ﴿ٱلطِّينِ﴾ ﴿وَٱلتِّينِ﴾، والطَّرَف والتَّرَف؛ ﴿وَعَصَىٰ﴾ فِعْل ﴿وَعَسَىٰٓ﴾ فِعْلٌ آخرُ تماما، و﴿تُصۡعِدُونَ﴾ معنًى وتُسعِدون معنى آخر،
والمفروض شيء والمفرود غيره.
7. تجنب
الوقوع في المخالفة الشرعية:
فقد حذرت الفتاوى من كتابة المصحف الشريف بغير خطه؛
لافتقاد موافقة قواعد الهجاء([ii])؛ وهذا
النظام يحقق هذا التوافق، كما لا يكون موجودا في أي نظام سابق؛ عند كتابة بعض
الآيات الكريمة أو جمل منها من قِبَل الشباب المسلم عند محادثتهم مع غير الناطقين العربية،
أو عارِفِي حروفها.
8. قيامه على العربية الفصيحة
وليس على اللهجات؛ فالعربية الفصيحة هي ما يُستخدم في الوثائق الرسمية (مثل:
جوازات السفر، وشهادات الميلاد، وشهادات التخرج، وقواعد البيانات).
9. موافقة الصوت (أي اللفظ المنطوق)، وإن اختَلف عن
الحروف (أو الرموز) المكتوب بها الصوت في العربية؛ فهناك أصوات تُنطق من دون أن تكتب،
كالألف في «لكن» و«ذلك» و«هكذا» و«الرحمن» و«طه»،
وكالألف في «ابن» إذا وقعت بين علمين. كما أن هناك
حروفا تكتب في العربية ولا تنطق، كاللام الشمسية، وكالواو في «أولئك» و«عمرو»، وكهمزة الوصل عند نطقها خلال
الكلام.
10. أخذه بالحسبان النظام الصوتي العربي،
ولا سيما مراعاة الصوائت والصوامت، واللام الشمسية.
11. اتباعه طريقة اللغة الإنجليزية في
تمثيل الأصوات ما أمكن.
12. اختيار رموزه مما هو متاح،
والبعد عن الرموز الخاصة، فهي غير متوافرة للجميع، وتولد صعوبة عند تحويل الأسماء
مرة أخرى إلى الحروف العربية.
13. بساطة قواعده وسهولة فهمها وتماشيها مع
البديهيات، حتى يمكن تطبيقها بالنسبة للناقل من ناحية والقارئ من ناحية أخرى.
14. التحديد الدقيق لقواعده، بما لا يترك للقارئ ثُغرة يقع
فيها.
15. إمكانية تطبيق قواعده على أي اسم كان، وليس قائمة من
الصيغ الجاهزة للأسماء.
16.
تفريقه بين
الأسماء المتشابهة مثل «حامد»
(7aamed)،
و«حميد»
(7ameed).
17.
تقديمه
صيغا واضحة لا تبعث على اللَّبْس، ويمكن بيسر تحويلها إلى
الحروف العربية.
([ii]) موقع دار الإفتاء
المصرية، الفتوى (6679)، بعنوان: «كتابة القرآن بحروف لاتينية» (http://www.dar-alifta.gov.eg/ViewFatwa.aspx?ID=6697&LangID=1)، شوهدت الأربعاء:
11 من صفر 1436ه (3 من ديسمبر 2014م)، الساعة: 16:40.
No comments:
Post a Comment