إضافة إلى حل «نظام الباز للعَرْمَنَة (BAS)» مشكلةَ الحروف المختلفة صوتا؛ فقد تضمن حلا لبقية
مشكلات الرَّوْمَنَة من العربية، ومن أبرزها: مشكلة ألف الوصل وهمزة القطع، ومشكلة الحركات (أو علامات
الضبط)، ومشكلة حروف المد، والألف المقصورة، والهمزة الممدودة، ثم مشكلة «أل» التعريف، وأخيرا مشكلة التاء المربوطة. ونعرض لكل منها ببعض
التفصيل، تطبيقا على عَرْمَنَة الآية الكريمة وغيرها، كما يلي:
1. الحروف الكبيرة (Capital
Litters):
وهي تستخدم فقط في أوائل الأسماء، ولا
تستخدم في أوائل الجمل أو الآيات الكريمة. ومنها في الآية الكريمة: ﴿مُّحَمَّدٞ﴾، ولفظ الجلالة ﴿ٱللَّه﴾، و﴿ٱلتَّوۡرَىٰةِ﴾، و﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾.
2. الحروف المُصَغَّرة:
وهي من أصل الكلمات المكتوبة فيها، وتستخدم
لمراعاة الوقف والوصل؛ حيث تُكتب جميع كلمات القرآن على اعتبار نطقها وقفا ووصلا. ومن
الحروف المقابلة ما ينطق عند الوقف ولا ينطق عند الوصل، ومنها ما ينطق عند البدء
بالكلمة ولا ينطق عند نطقها خلال الكلام. ولهذا؛ فإن الحروف المُصَغَّرة تكون على أحوال
ثلاث:
أ. الحروف المرتفعة: وطريقة كتابتها مرتفعة هي تحديدها ثم ضغط الزرين "Ctrl"
و"Shift"
ضغطا مستمرا، ثم ضغط الزر (= +)، ثم ترك الجميع.
وتكون في أواخر الكلمات، وتقابل
الحركات (أو علامات الضبط)؛ حيث تُنطَق فقط عند الوصل، وتُهمَل عند الوقف؛ لأن
الوقف يكون بالسكون. ولا يصح أن تُكتب كغيرها من حروف الكلمة – كما في كثير من العرمنات
– كي لا تُقرأ الكلمة بشكلها، ولا يَظُنَّ قارِئُها الشكلَ منها.
وتنقسم الحركات التي تكتب مرتفعةً حسَبَ
"BAS"
إلى أقسام ثلاثة:
(1) الحركات الأصلية الثلاث: ومقابلاتها هي: "e" للكسرة، و"o"
للضمة، و"a" للفتحة. ومن
أمثلتها بالآية معنا: ﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾، و﴿رَّسُولُ﴾، و﴿أَخۡرَجَ﴾.
(2) التنوين: وحكم كتابته كحكم
نطقه؛ فمثله مثل النون الساكنة؛ يكتب حرف "n"
في حالي الإظهار والإخفاء، وتكتب قبله "e"
للتنوين بالكسر، و"o"
للتنوين بالضم، و"a"
للتنوين بالفتح.
وإن تلا التنوينَ ساكنٌ أضيف "e" بعده
لتحريكه سكونَ نون التنوين بالكسر (كما في رواية حفص). وسواء في ذلك التنوين بالضم؛
كما في: ﴿وَنَادَىٰ نُوحٌ
ٱبۡنَهُۥ﴾ [هود: 42] (Noo7one
ebnahoo)، وبالفتح؛ كما في: ﴿وَأَنَّهُۥٓ أَهۡلَكَ
عَادًا ٱلۡأُولَىٰ﴾ [النجم: 50] (3aadane
al2oolaa)، وبالكسر؛ كما في: ﴿وَٱلۡوَزۡنُ يَوۡمَئِذٍ
ٱلۡحَقُّۚ﴾ [الأعراف: 8] (yawma2ed'ene
al7aqqo).
والإدغام والإقلاب حالان للتنوين،
يستلزمان استخدام حرفٍ بدل الحرف "n"؛
فحين تَبدأ الكلمة بعد النون الساكنة أو التنوين بأحد حروف «يرمُلون» عدا النون منها؛ يُكتب
بدلا منه "y"
عند بدء الكلمة بعده بياء (ومثاله في ﴿سُجَّدٗا يَبۡتَغُونَ﴾)، أو "r" حالَ بدئها
براء (كما في ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ﴾)، أو "m"
إذا بدأت بميم (كما في ﴿فَضۡلٗا مِّنَ﴾)، وكذا إن بدأت
بباء (كما في ﴿عَظِيمَۢا﴾؛ حيث يَتبع التنوينَ في آخرها باءُ البسملة في السورة بعدها)، أو"l" عندما تبدأ
بلام (كما في ﴿فَوَيۡلٞ
لِّلۡمُصَلِّينَ﴾ [الماعون: 5]) (fawaylol lelmo9alleena)،
أو"w"
حين تبدأ بواو (كما في ﴿مَّغۡفِرَةٗ وَأَجۡرًا﴾).
(3) الصلة: وهي نوعان:
(أ) هاء الكناية: وهي هاء الضمير العائدة على المفرد المذكر الغائب، إذا وقعت بين متحرِّكَيْن؛
وتوصل بياء إن كانت مكسورة، وبواو إن كانت مضمومة.([i])
وتكتب عرمنتها مرتفعة (ee)،
أو(oo)؛ حيث تُنطق وصلا فقط. ومثالها
في الكسر هنا ﴿سُوقِهِۦ﴾، وفي الضم: ﴿مَعَهُۥٓ﴾، و﴿شَطَۡٔهُۥ﴾، و﴿فََٔازَرَهُۥ﴾.
ويلحق بهاء الكناية هاء ﴿هَٰذِهِۦ﴾؛ فتوصل إن وقعت قبل متحرك،([ii]) كما في ﴿إِنَّ هَٰذِهِۦ تَذۡكِرَةٞۖ﴾ [المزمل: 19، والإنسان:
29] (had'ehee).
(ب) ميم الجمع: وهي ميم ساكنة زائدة تدل على جمع المذكرين. وصلتها أن تضم وتلحق بواو
لفظية حال الوصل إذا وقعت قبل متحرك. وإذا أتت متطرفة وبعدها حرف من أحرف الهجاء
عدا ألف الوصل؛ فلابن كثير وأبي جعفر الصلةُ فيها.([iii])،
كما في ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ
أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ بآخر الفاتحة (3alayhemoo).
ومثال صلة الميم بالشعر، ما جاء بالإهداء
هنا (لُغَتُكُم و أجدَرُ بالأُولى).
ب.
الحروف
المنخفضة: وتكتب بتحديدها ثم ضغط الزر "Ctrl" ضغطا
مستمرا، ثم ضغط الزر (= +)، ثم تركهما. وهي تأتي في موضعين:
(1) أول الكلمة: ويكون ذلك في ألف
الوصل؛ لأنها ساكنة؛ تُنطَق حالَ البدء بها. وهي بالآية الكريمة في لفظ الجلالة ﴿ٱللَّه﴾؛ وفي: ﴿ٱلتَّوۡرَىٰةِ﴾، و﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾ و﴿ٱلۡكُفَّارِ﴾، و﴿ٱلسُّجُودِ﴾، و﴿ٱلزُّرَّاعَ﴾، و﴿ٱلَّذِينَ﴾، و﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾. لكن إذا سَبق ألفَ الوصل واو عطف أو
فاؤه ، أو باء جر أو لامه، فإنها لا تُكتب منخفضة؛ حيث لا يوقف قبلها حالتَئِذ، ومثال
العطف بالآية: ﴿وَٱلَّذِينَ﴾، و﴿فَٱسۡتَغۡلَظَ﴾، و﴿فَٱسۡتَوَىٰ﴾. ولأنها تسقط هنا لفظا، نجد الحرف (a) مقابل
الفتحة قبلها. ويقابلها حالَ الضم "o"،
وحال الكسر "e"،
كما في ﴿ٱقۡتُلُواْ
يُوسُفَ أَوِ ٱطۡرَحُوهُ أَرۡضٗا﴾ [يوسف: 9] (oqtoloo Yoosofa 2awe
e6ra7ooho 2ar9'ayaa). وهي بذلك
تشابه في مقابِلاتها الكسرةَ والضمة والفتحة. ومثال الجر ﴿وَصَدَّقَ بِٱلۡحُسۡنَىٰ فَسَنُيَسِّرُهُۥ لِلۡيُسۡرَىٰ﴾ [الليل: 6 و7] (wa9addaqa
bel7osnaa fasanoyasserohoo lelyosraa).
(2) آخر الكلمة: وتكون في حال
التقاء الساكنين، فإذا التقى ساكن بنهاية كلمةٍ مع ساكن في أول كلمة تالية؛ فإن
أول هذين الساكنين يسقط نطقا؛ ولهذا فإنه يكتب منخفضا كمثيله بالكلمة التالية؛
ليُقرأ حال الوقف عليها. وله أحوالٌ أربع؛ هي حروف المد الثلاثة، والألف المقصورة.
(أ) الياء: ومثالها معنا في ﴿فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ﴾، و﴿فِي ٱلۡإِنجِيلِ﴾.
(ب) الواو: ومثالها هنا في ﴿وَعَمِلُواْ
ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾.
(ج) الألف: ومثلها ألف «نا الفاعلين»، كما في ﴿ٱهۡدِنَا ٱلصِّرَٰطَ﴾ [الفاتحة: 6] (ehdenaa a99eraa6a).
(د) الألف المقصورة: وهي مثل
ألف المد حُكْمًا، ومَثَلُها: ﴿عِيسَى
ٱبۡنُ مَرۡيَمَ﴾ [الصف: 14] (3eesaa ebno Maryama).
ٱبۡنُ مَرۡيَمَ﴾ [الصف: 14] (3eesaa ebno Maryama).
ولم ينخفض مقابلا الألف المقصورة هنا في ﴿فَٱسۡتَوَىٰ﴾، و﴿عَلَىٰ﴾؛ لنطقها
في المثالين حالَيِ الوقف والوصل؛ إذ لم يَتْبَعْها بأيَّةٍ منهما ساكن.
ج. الحروف المرتفعة ثم المنخفضة:
وتكون في آخر الكلمة. وتأتي في الأحوال الخمس التالية:
(1) التاء المربوطة: وهي تأتي في آخر الكلمة. وتكتب "t"
(مرتفعة) مع علامة ضبطها، يتبعها "h"
(منخفضة). فإن وُصلت بما بعدها قُرئت تاءً بشكلها، وإن وُقف عليها أهملت التاء مع
الشكل، ونطقت هاء. ومثالها هنا ﴿ٱلتَّوۡرَىٰةِ﴾، و﴿مَّغۡفِرَةٗ﴾.
وإن كانت منونةً وتلاها ساكن؛ يضاف "e" بعد تنوينها
لتحريك سكونه بالكسر. وسواء تنوينها بالكسر وبالضم وبالفتح. ومثلها منونة بالكسر
في ﴿كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ
ٱجۡتُثَّتۡ﴾ [إبراهيم: 26] (7'abeet'ateneh ojtot't'at)،
وبالضم في ﴿وَإِنۡ أَصَابَتۡهُ
فِتۡنَةٌ ٱنقَلَبَ عَلَىٰ وَجۡهِهِۦ﴾ [الحج:11] (fetnatoneh
enqalaba)، ومثلها بالفتح في قول ربنا
جل وعلا: ﴿وَرَهۡبَانِيَّةً
ٱبۡتَدَعُوهَا﴾ [الحديد: 27] (warahbaaneyyataneh ebtada3oohaa).
ولهذا؛ نجد التاء المربوطة في كل من خانتي
حرفي التاء والهاء بالجدول
(3). وهذا موافق لقواعد الرومنة من العربية بمكتبة الكُنجرس، حيث وردت التاء
المربوطة مع الهاء وكُتب مقابلا لهما "h"،
و"t".
ولا يُعَدُّ هذا من قبيل استخدام مقابل واحد لحرفين، بل هو استخدام مقابلين لحرف
واحد؛ لأنه ينطق نطقيهما، كلا في حالةٍ خاصة.
أما في غير القرآن الكريم والنصوص؛
فيمكن كتابتها "h" فقط؛ باعتبار أنها لا توصل
بشيء بعدها نطقا (كالمضاف مثلا) في غالب الأمر؛ كما هي الحال في نهاية أسماء السور
الكريمة والأسماء الجغرافية، وفي مقدمتها الدول العربية وعواصمها.
وننبه هنا إلى خطأ كبير شائع بشأن
إغفال كتابة مقابل للتاء المربوطة في أسماء السور الكريمة المعَرْمَنَة؛ فنرى في
نهاية الأسماء المنتهية بها "a"([iv])، وما هو إلا مقابل الفتح قبلها، كما لو أهمل الحرف "h"
في اسم سورة «الفاتحة» (Alfaate7ah)؛ إذن لقُرِئت «الفاتحَ» بفتح الحاء.
وكذا في أسماء الدول العربية
وعواصمها؛ كالسعودية (Asso3oodeyyah)،
وسورية (Sooreyyah)، والقاهرة (Alqaaherah)؛
لا ينبغي إغفال كتابة "h"
في آخرها مقابل التاء المربوطة.
(2) النون الساكنة: وينطبق عليها ما
سبق في التنوين؛ فتُكتب حرفًا مناسبًا للحرف بأول الكلمة بعدها مرتفعا، ثم "n" (منخفضة) لنطقها
حالَ الوقف. ومثال الياء بعدها ﴿فَمَن يَعۡمَلۡ﴾ [الزلزلة: 7] (famayn
ya3mal)، والراء ﴿مِن رَّحِيقٖ﴾ [المطففين: 25] (mern ra7eeqem)،
والميم ﴿مِّن
مَّسَدِۢ﴾ [المسد: 5] (memn
masadem)، وكذا الباء ﴿مِنۢ
بَعۡدِ﴾ [البينة: 4] (memn
ba3de)، ومثل اللام ﴿يَكُن
لَّهُۥ﴾ [الإخلاص: 4] (yakoln
lahoo)، والواو ﴿مِن
وَرَآئِهِم﴾ [البروج: 20] (mewn
waraa2ehem).
(3) التنوين بالفتح: ونلاحظ أن علامتَي
التنوين بالفتح (an) يَلِيهِما دوما "aa" منخفضان؛ مقابلين الألفَ التي
تضاف عند التنوين بالفتح، التي تنطق عند الوقف عليها كألف المد والألف اللينة.
وأمثلتها بالآية الكريمة معنا: ﴿رُكَّعٗا﴾ و﴿سُجَّدٗا﴾ و﴿فَضۡلٗا﴾ و﴿وَرِضۡوَٰنٗا﴾ و﴿وَأَجۡرًا﴾ و﴿عَظِيمَۢا﴾.
ويكون ذلك حتى وإن لم تكتب ألف النصب
(كما في حال تنوين الهمزة المسبوقة بألف بالنصب)، كما في ﴿جَزَآءٗ مِّن رَّبِّكَ عَطَآءً حِسَابٗا﴾ [النبأ: 36] (jazaa2amaa mern
rabbeka 3a6aa2anaa 7esaabaraa).
كما يكون أيضا عند الألف اللينة، كما
في ﴿هُدٗى لِّلۡمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 2] (hodalaa lelmottaqeena).
(4) واو المد: ومثالها بكلمة ﴿هُوَ﴾ (howao)؛ حيث الوقف
على واوها بالسكون، مع مدها حركتين؛ ولهذا يكتب بعد "o"
المقابلِ ضمَّ هاء هو "wa"
(مرتفعين) مقابلين الواوَ المفتوحة وصلا، ثم "o"
(منخفضا) مقابلا مدَّ الواو وقفا.
(5) ياء المد: كما في كلمة ﴿هِيَ﴾ (heyae)
في مثل: ﴿وَكَلِمَةُ ٱللَّهِ
هِيَ ٱلۡعُلۡيَاۗ﴾ [التوبة: 40]. وأيضا كما في مثل ﴿وَلِيَ دِينِ﴾ بآخر «الكافرون» (waleyae).
3. ألف الوصل وهمزة القطع:
فأما ألف الوصل فقد تحدثنا عنها عند
الحروف المصغرة المنخفضة، وأما الهمزة (وهي همزة القطع) فهي التي تثبت وصلا وخطًّا
وابتداءً.([v]) وهي في الآية
الكريمة معنا بالكلمات: ﴿أشداء﴾، و﴿أَثَرِ﴾، و﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾، و﴿أَخۡرَجَ﴾، و﴿شَطَۡٔهُۥ﴾، و﴿فََٔازَرَهُۥ﴾، و﴿ءَامَنُواْ﴾، و﴿وَأَجۡرًا﴾.
وننبه هنا إلى أن استخدام الحرف "a" مقابلا
لهمزة القطع – كما يشيع – لا يصح؛ فهو يقابل ألف الوصل، أو يقابل فقط فتحة الهمزة (حال
فتحها)، أو فتحة الحرف قبل الألف في الاسم الممدود (كما في ﴿أشداء﴾).
وهكذا استخدام الحرف "e" وحده للألف
المكسورة لا يصح؛ فهو يقابل الكسرة عندها، كما في ﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾.
وإغفال استخدام أي مقابلٍ للهمزة أمر
غير معقول؛ يؤدي إلى خلطٍ في أسماءٍ معينة لاختلاف الكتابة.
4. الحركات (أو علامات الضبط أو الشكل):
وهي العلاماتُ الثلاثَ
عَشْرَةَ المذكورةُ قبلًا (ص 31).
وتتضح مزيتها وأهميتها في لغتنا العربية أكثرَ ما
تتضح؛ حين نجد كلمة واحدة بحروفها نفسِها، تصير كلماتٍ عديدةً جديدةً بمجرد تغيير
إحدى علامات الضبط عليها أو بعضها. فلو نظرنا إلى اسمٍ مثل «الملك»؛ لوجدنا اختلافا واضحا بين «المُلْك»، و«المِلْك»، و«المَلْك»، و«المَلَك»، و«المَلِك».
وتنسحب أهمية تلك العلامات على التحديد الدقيق لمقابِلاتها؛
بحيث تُقرأ الكلمة كما هي في العربية دون حدوث أي لبس لدى قارئها.
وبهذا،
تُعَرْمَن الأسماء الخمسة السابقة هكذا: المُلْك (Almolk)، والمِلْك (Almelk)، والمَلْك (Almalk)، والمَلَك (Almalak)، والمَلِك (Almalek).
وهكذا اسم محمد ﷺ (Mo7ammad) بفتحةٍ على الميم الثانية
المشددة اسمُ مفعول، أي: «الذي كثرت
خصاله المحمودة([vi])، كأَنَّهُ حُمِدَ مَرَّةً
بعدَ مَرَّةٍ([vii])»؛ فإن كُسرت هذه الميم المشددة، كما تشيع كتابته بحرف
"e" Mo7ammed)) صار اسم فاعل، أي الذي يحمَد كثيرا؛ فيكون
المعنى غير المراد.
5. حروف المد، والألف المقصورة، والهمزة الممدودة:
وتفصيلها كما يلي:
أ.
حروف
المد: وهي ثلاثة: الألف، والواو،
والياء. وهي الصوائت الطوال في النظام الصوتي العربي، في مقابل الثلاثة القصار
التي تمثلها الحركات في علامات الضبط (الفتحة والضمة والكسرة)([viii]).
ولما كانت هذه الصوائت الطوال
ضِعف القصار طولا من حيث الأمد أو زمن النطق؛ فإن من المناسب أن تُطَبَّق تلك
الصفة على مقابِلات هذه الحركات. وهنا تبدو مزية توحيد التضعيف للمد؛ حيث تُشابه
تلك الصفة في مقابِلات حروف المد العربية؛ فكأن تضعيف الحرف المقابل للحركة
القصيرة ينقُله إلى حركة طويلة؛ تماما كحاله في العربية. ولا تخفى أهمية التفريق
بين حروف المد وحالاتها الأخرى، فواو المد غير الواو الساكنة؛ وهذا ما لا يحدث في
بعض الأنظمة الموجودة([ix]).
وقد
روعيت هنا بعض توصيات المؤتمرات والدراسات([x]) المهتمة بالعَرْمَنَة، بشأن اتباع حذو الإنجليزية في استخدام
تمثيل الحركات والمدود، بتمثيل الصوت الطويل في "seed" لكتابة الياء، كما في «مجيد»
(Majeed)،
وتمثيل الصوت القصير في "bed" مقابلا للكسرة، كما في «ماجد» (Maajed). واستخدام "o" مزدوج، كما في "food"، لتمثيل الواو كما في «محمود» (Ma7mood)، واستخدام حرف "o" كما في "dot" لتمثيل الضمة كما في «دُنيا»
(Donyaa).
ولا
ضير من امتناع وجود حرفي "a" (aa) في الإنجليزية؛ فهو ليس بدعة، بل إنه موجود
في الإنجليزية على ندرة، كما نجده في اسم مقاطعة ترَنسڨال الإفريقية "Transvaal".
ولهذا؛
تُكتب ألف المد "aa". ونجدها في ﴿تَرَىٰهُمۡ﴾، و﴿فََٔازَرَهُۥ﴾، و﴿ٱلزُّرَّاعَ﴾، و﴿ٱلۡكُفَّارِ﴾، و﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾.
ويتناسب
تضعيف "a" في ألف المد مع استخدام حرفي "e"
(ee)، للدلالة على الياء (كما كتبت الكلمات: ﴿وَٱلَّذِينَ﴾، و﴿سِيمَاهُمۡ﴾ و﴿فِي﴾ و﴿ٱلَّذِينَ﴾
و﴿عَظِيمَۢا﴾، وفي مد الصلة في ﴿سُوقِهِۦ﴾)؛ وحرفي "o" (oo)؛ للدلالة على الواو (ككتابة: ﴿رَّسُولُ﴾، و﴿يَبۡتَغُونَ﴾ و﴿وُجُوهِهِم﴾ و﴿ٱلسُّجُودِ﴾ و﴿سُوقِهِۦ﴾ و﴿ءَامَنُواْ﴾،
وكذا في مد الصلة في ﴿مَعَهُۥٓ﴾،
و﴿شَطَۡٔهُۥ﴾، و﴿فََٔازَرَهُۥ﴾).
ب. الألف المقصورة: ونتحدث
عنها هنا مع ألف المد؛ حيث إنها تماثلها لفظا.
والألف المقصورة لها صورتان خطيتان: الأولى مرسومة
على شكل عصا هكذا «ا، ـا» (كما في الأسماء: «هَنَا»، و«رِضا»، و«سَمَا»)، والأخرى مرسومة على شكل
ياء هكذا «ى، ـى» (كما في «هُدى»، و«نُهَى»). وهي –
بشكليها – تنطق تماما مثل ألف المد.
والمشكلة في عرمنة الألف المقصورة، أنها – مَثَلُها
كمَثَل الألف – تُهمَل في الكتابة الشائعة في الرومنات من العربية، (كما في ﴿عَلَىٰ﴾، و﴿فَٱسۡتَوَىٰ﴾)؛ ولا يكاد يَلتفت لذلك إلا
قليل من مستخدميها، وينبغي أن يقابلها في العَرْمَنَة "aa" كألف المد؛ لأنها تنطق نطقَها.
ج. الهمزة
الممدودة: ويقصد
بها الهمزة يأتي بعدها مد. وقد أُورِدت هنا لأن بعض الأنظمة وضعها ضمن الحروف، مثل
همزة القطع إضافة إلى همزة الوصل.
وهي تكتب في الرسم العثماني «ءَا»، وفي
غيره «آ»). ولهذا؛ فهي
تكتب حسَب "BAS": "2aa"؛ حيث "aa" يقابلان الألف بعد الهمزة. ونجدها في ﴿فََٔازَرَهُۥ﴾ و﴿ءَامَنُواْ﴾، كما
نجدها أيضا في اسم سورة: «آلِ عمران
(2aale
3emraan)».
ولا
تخفى المشكلات الجَمَّة بالأنظمة السابقة؛ بما فيها الثلاثة الأشهر ("IPA" و"UNGEGN" و"ALA-LC")، في تمثيل الحركات (أو علامات الضبط أو
الشكل) وحروف المد، والألف المقصورة، والهمزة الممدودة؛ ما بين إغفالٍ (كألف الوصل
المكسورة والمضمومة)، وصعوبةٍ لاستخدام رمز (كألف المد (æ:,
ā) وواو المد (uː, ū)
وياء المد (iː,
ī) والهمزة
الممدودة (ʔaː, ā))،
وازدواجٍ (كألف المد والألف المقصورة، ذَوَيِ النطق الواحد، ويكتبان "ā"، و"á").
6. «أل» التعريف:
اللام في «أل» التعريف،
قسمان: لام قمرية، تأتي قبل أربعةَ عشَرَ حرفا من حروف الهجاء؛ ولام شمسية، تأتي قبل
الأربعةَ عشَرَ الأُخَر. وقد جمعها العلامة سليمانُ الجمزوري صاحب التحفة في قوله:
لِـلاَمِ أَلْ حَـالاَنِ قَبْـلَ الأَحْـرُفِ
|
أُولاَهُمَـا إِظْهَـارُهَـا؛ فَلْتَـعْـرِف
|
|
قَبْلَ ارْبَعٍ مَعْ عَشْـرَةٍ، خُـذْ عِلْمَـهُ
|
مِنِ «ابْـغِ حَجَّـكَ وَخَـفْ عَقِيمَـهُ»
|
|
ثَانِيهِمَـا إِدْغَامُهَـا فِـي أَرْبَــع
|
وَعَشْـرَةٍ أَيْضًـا، وَرَمْزَهَـا فَـعِ
|
|
«طِبْ ثُمَّ صِلْ رُحْمًا تَفُزْ، ضِفْ ذَا نِعَم
|
دَعْ سُوءَ ظَـنٍّ، زُرْ شَرِيفًـا لِلْكَرَم»
|
|
وَاللاَّمَ الُاولَـى سَمِّهَـا قَمْـرِيَّـة
|
وَاللاَّمَ الُاخْـرَى سَمِّهَـا شَمْسِيَّـة([xi])
|
فأما «أل» التي يكون حكم اللام فيها الإظهار (وهي الحروف القمرية) فتكتب "Al"،
كما في لفظ الجلالة (ٱللَّه)، وكما في ﴿ٱلۡكُفَّارِ﴾، و﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾، و﴿ٱلَّذِينَ﴾؛ حيث تلا لامَها حروفٌ من جملة «ابْـغِ حَجَّـكَ وَخَـفْ عَقِيمَـهُ».
وأما حروف الإدغام الشمسي فلا يكتب حرف "l"
مقابلَ اللام الشمسية؛ لأنها لا تنطق، بل يُكتب مكانَه الحرف بعد اللام الشمسية
مضعَّفا؛ ليُقرأ كما هو في العربية مشددا.
وهذه الحروف هي الأربعةَ عشرَ حرفًا الأولى من كلمات البيت:
«طِبْ ثُمَّ
صِلْ رُحْمًا تَفُزْ، ضِفْ ذَا نِعَمْ دَعْ سُوءَ ظَـنٍّ، زُرْ
شَرِيفًـا لِلْكَـرَمْ».
ومثالها في الآية الكريمة معنا في الكلمات: ﴿ٱلسُّجُودِ﴾، و﴿ٱلتَّوۡرَىٰةِ﴾، و﴿ٱلزُّرَّاعَ﴾، و﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾.
7. المحاذير في "BAS":
إضافة إلى
استبعاد هذا النظام استخدامَ حرفين مقابلا لحرف واحد، واستبعادِه الرموزَ الغريبة
على مستخدِم الكمپيوتر (مثل: â، وẓ، وş، وð)؛ فقد استَبعد أيضا عددا من
القواعد التي كانت تُتَّبع في الطرق القديمة للرومنة من العربية، وربما في قواعد
الإنجليزية.
ومن أهم تلك
المحاذير ما يلي:
أ.
وضع علامة
(-) بعد «أل» التعريف المعَرْمَنَة (Al): فلا داعي لتلك العلامة؛ حيث لا مقابل لها في العربية في هذا المجال؛ فهي
لا تعامَل في العربية كتابةً معاملة "the"
من حيث استقلالها عن الكلمة بعدها.
ب. استخدام أية علامات واصلة بين المضاف والمضاف
إليه: ولا سيما المضاف قبل (Al)؛
لأنها من الاسم، ولأنه لا يوضع بينهما مثلُها في العربية؛ فلا يُكتب مثلا "3abd-Arra7maan".
ج. تكبير الحرف الأول من الاسم بعد "Al":
ولا يُخْشَ لَبْس بين «أل» التعريف في اسم
الشخص، و«آل» في اسم العائلة أو الأسرة أو القبيلة، كما في «الماجد» (Almaajed)،
و«آل ماجد» (2aal
Maajed)؛ و«السعيد» (Assa3eed)، و«آل سعيد» (2aal Sa3eed)؛
فبينهما عدة فروق، كما يلي:
(1) أن «أل» بألف الوصل،
بينما «آل» بهمزة ومد.
(2) أن «أل» ليس بعدها
مسافة ولا علامة؛ لأنها من الاسم، وأما «آل» فتُترك مسافة بينها وبين الاسم بعدها؛
لأنها كلمة مستقلة.
(3) أن «أل» تُمثَّل
بالحرفين "Al" إذا كانت اللام قمرية. بينما «آل» تمثَّل
هكذا "2aal".
(4) أن «أل» إذا كانت
بلام شمسية تمثل بالحرف "A" ويضعف الحرف بعدها؛ لأنه مشدد في العربية
(كما في "Assa3eed")؛ لأن اللام الشمسية تَسقط لفظا وتمثيلا،
بينما «آل» لا علاقة لها بشمسٍ ولا قمر.
(5) أن الحرف بعد «أل»
التعريف في اسم الشخص (كالميم والسين في الاسمين المذكورين) ليس كبيرا؛ لأنه ليس بداية
كلمة مستقلة، بينما في اسمي العائلتين فهو كبير لأنه أول كلمة مستقلة في أحد عُنصُرَيِ
الاسم. ولا حاجة لنا لحذو حذو الإنجليزية هنا في وجود الحرف الكبير في وسط الكلمة.
د. كتابة مقابل الحركة في نهاية الاسم المكتوب مستقلا: كأسماء الدول والأشخاص والسور
الكريمة، ما لم يكن في نص مشكول (كما هي حال النص القرآني الكريم)؛ فالعرب لا
يقفون إلا على ساكن، كما لا يبدأون إلا بمتحرك؛ وتحريك الموقوف عليه من الخطأ
الشائع، والعَرْمَنَة تمثيل صوتي.
ومن ذلك الخطأ، ما شاع من كتابة اسم
سورة «عبس» بزيادة حرف "a"
بعدها مقابلا للفتحة على السين.
وينبغي الحذر كذلك من الوقوع في الخطأ
في عَرْمَنَة أسماء الأجزاء القرآنية الثلاثين؛ حيث يقال مع الوقف خطأً «جزء عَمَّ» (بفتح الميم
المشددة)، وربما كذلك «جزء قد سمعَ» (بفتح العين مع الوقف).
لكن لا يكاد أحد يخطئ في نطق اسم
الجزء بينهما؛ فلم نسمع أحدا قال إلا صوابا «جزء تبارك» بسكون الكاف. لكن يخطئ من يفعل ذلك
في حال الوصل؛ فينبغي تحريك الكاف بالفتح عند الوصل، فيقال مثلا: «اسمع مني جزء
تباركَ من فضلِك».
ه. دمج أي كلمتين: وأشهر ذلك المضاف (كعبد، وأبو، وابن)؛
فلا يدمج مع المضاف إليه؛ لأنهما ليسا كلمة واحدة.
وقد رُوعِيَ في "BAS"
استقلالُ كل كلمة معَرْمَنَة، كما هي مستقلة في اللغة العربية.
([iv])
Search Truth website: Mohsen Khan Translation, All Shapters (http://www.searchtruth.com/list.php).
([vi]) ابن منظور: «لسان
العرب»، نسخة إلكترونية، موقع الباحث العربي (http://baheth.info)، «حمد».
No comments:
Post a Comment