يمكن
الجزمُ بأن تاريخ العَرْمَنَة يعود إلى مئات السنين؛ مع تواصل الحضارة العربية
والإسلامية بالحضارة الأورپية؛ فلا يختلف اثنان على حتمية كتابة بعض الأسماء
العربية – على الأقل – بالحروف اللاتينية، في طيات كتابات مستخدميها الأوائل. ولعل
أبرز ما يُرشدنا إلى ذلك العددُ الكبير الذي يقدر بالآلاف من الكلمات العربية التي
نجدها في اللغات الأورپية المنحدرة من اللاتينية، من أمثال «علم الجبر (Algebra) »، و«الليمون (lemon)»، و«القطن (cotton)»، و«الغزال (gazelle)»، و«المسك (musk)»، و«الكهف (cave)»، و«الأرض (earth)»، و«الكوب (cup)»، و«الوسَط (waist)»، و«الذيل (tail)»، فضلا
عن الكلمات المتعلقة بالتراث الإسلامي مثل: «الإسلام(Islam) »، و«المؤذن (muezzin)»،
والمِئذنة (minaret)»، التي هي مَنارة المسجد.
وحَدِّثْ –
ولا حرجَ – عن كتابات المستشرقين، وما تحويه من عَرْمَنَةٍ للأسماء وغيرها. ولا شك
أن الاجتهاد الشخصي كان له دور كبير في كيفية كتابة الكلمة العربية كما تُنطق
بالأحرف اللاتينية. ولا يخفى ما يشوب ذلك من مشكلات تتعلق بتأثر العَرْمَنَة بلغة
المستشرق الأصلية.
وقد اتسمت
العَرْمَنَة منذ بدايتها بالفوضى؛ وقد ثار جدل حول تهجئة الأسماء العربية، عندما أرسل
لورَنس العرب (Lawrence of
Arabia)
مسودته «الثورة في الصحراء» لطباعتها عام 1926م، حيث لاحظ محررُها فوضى في
كتابة الأسماء، فمدينة «جدة» كتبت بطريقتين (Jidda, Jeddah) واسم «الشريف عبد
المعين» كتب بخمس طرق: (el Main, el Mayein, el Muein, el Mayin,
el Muyein). ورَدَّ
لورَنس بأن الحروف الساكنة في العربية تختلف عنها في الإنجليزية، وحروف العلة
يختلف نطقها من منطقة إلى أخرى، كما هي الحال في الإنجليزية.([i])
وعلى المستوى الأكَدِمي، فإننا نجد العَرْمَنَة
مستخدمة في كتب تعليم اللهَجات العربية المختلفة لغير الناطقين العربية؛ لتوضيح
النطق الصحيح لبعض الكلمات العربية.
No comments:
Post a Comment