Translate this content

Thursday, December 1, 2016

مشكلات الرَّوْمَنَة من العربية

حَفَلَ الواقع الطويل للرَّوْمَنَة من العربية بالعديد من المشكلات، سواء بشأن كتابة الأسماء وغيرها، وسواء منها الأسماء، والبلدان، والسور الكريمة، ناهيكم عن كتابة آيات القرآن الكريم نفسها بلفظها؛ مما دعا المؤلفَ إلى تصويب عرمنة أسماء أصدقائه في صفحته على فيس بك (اكتب ولا تكتب)([i])، كما يبدو بالشكل (4).
الشكل (4)
تصويب اسم «محمود السعيد» مُعَرْمَنًا، من صفحة «اكتب ولا تكتب»
وفيما يلي نعرض بعض هذه المشكلات، تطبيقا على عَرْمَنَة الآية الكريمة (29) من سورة «الفتح»، التي احتوت حروفَ العربيةِ كلَّها، كما وردت بأحد برامج القرآن الكريم بإحدى وسائل الإعلام الجديد، كما بالشكل التالي، كأحد النماذج الشائعة للرَّوْمَنَة من العربية. وهي كما يلي:
 


الشكل (5)
عَرْمَنَة الآية الكريمة بأحد برامج «أندرويد»


1.      تعدد التهجيئة:
فلا يكاد يخفى على أحد ممن يعرفون اللغات الأورپية، ما يعتري كتابةَ الأسماء العربية من فوضى، فليس هناك قواعدُ واحدة يتَّبِعُها من يكتب تلك الأسماءَ أو غيرَها. وحدث – ولا حرج – عما ينتج عن هذا من مشكلات، منها ما يمس الأمنَ القومي والدولي، ومنها ما يمس توقير كتاب الله عز وجل.
وذكر بعض الباحثين([ii]) اثنين وثلاثين كتابةً مختلفة لاسم «معمر القذافي»، كما أشاروا إلى إحصائية لمحرك البحث "Google" بشأن تهجئة ثلاثةٍ من أشهر الأسماء العربية المتداوَلة على صفحات الإنترنت؛ كانت نتيجتها كما يلي:
محمد:     "Muhammad" (41%), "Mohammed" (32%), "Mohamed" (25%), "Mahomet" (2%).
القرآن:     "Quran" (44%), "Koran" (37%), "Qur’an" (19%).
مكة:         "Mecca" (85%), "Makkah" (14%), "Mekkah" (1%).
ويتضح تعدد التهجئة في القاف والكاف بهذه الأسماء؛ من بين الأحرف وعلامات الضبط التالي ذكرها:
‌أ.        القاف: حيث يشيع استخدام الحرف "k" مقابلا له، وهو استخدام خاطئ؛ لأنه مقابل للكاف. وقد استُخدمت في كلمة «القرآن» بنسبة تزيد على الثلث، بينما استُخدمت "Q" صوابا بنسبة تكاد تقارب الثلثين (63٪). وبكتابتها "k" ربما تُحدث لَبْسا؛ بتشابهها مع كلمة «الكُرَّان»، وهي مثنى «الكُرِّ»، وهو «مكيال لأهل العراق، أو ستون قفيزا (وهو يعادل بالتقدير المصري الحديث نحو ستةَ عَشَرَ كيلو جراما) ([iii])، أو أربعون إِرْدَبًّا»([iv]).
‌ب.    الكاف: ويستخدم مقابلا له الحرف "c". وهذا الاستخدام كفيل بإحداث اللَّبْس؛ حيث إن الحرف "c" يُقرَأ كالسين أحيانا (كما في كلمة "cinema"). واستُخدم "cc" للكاف المشددة في «مكَّة» بنسبة جارفة (85٪)، بينما استخدم "kk" (وهو الصواب) بنسبة (15٪).
‌ج.     الجيم: وينتشر استخدام الحرف "g" مقابلا له بدلا من الحرف "j"؛ وفي مقدمة مستخدميه هكذا أهل مصر؛ لأنهم – ولا سيما القاهريين – ينطقون الجيم كنطق "g" في كلمة "Congress"، ويكتبونها بالعربية «كُنجرِس» بالجيم.
‌د.       السين: ويُستخدم الحرف "c" مقابلا له – وإن قَلَّ ذلك – وهو لا يصح؛ لأن "c" يُنطق في الإنجليزية كالكاف في بعض الكلمات مثل "scarf".
ولا يتوقف هذا الأمر عند تعدد الحروف المقابلة للحرف العربي، بل يحدث في عكس ذلك؛ حيث نرى مقابلا واحدا لحرفين عربيين، بل ثلاثة، هو:
‌ه.     "th": فنجده يستخدم مقابلا للثاء، كما في عَرْمَنَة الكلمات ﴿أَثَرِ﴾، و﴿مَثَلُهُمۡ﴾، و﴿وَمَثَلُهُمۡ﴾ بالشكل (5)، وأيضا للذال، كما في ﴿وَٱلَّذِينَ﴾، و﴿ٱلَّذِينَ﴾، و﴿ذَٰلِكَ﴾؛ وكذلك أيضا للظاء في ﴿فَٱسۡتَغۡلَظَ﴾، و﴿لِيَغِيظَ﴾، و﴿عَظِيمَۢا﴾. فلا مفر من اللَّبْس عند قراءتها هكذا – ولا سيما من قِبَل غير العرب – خصوصا أن "th" تنطق في الإنجليزية كالثاء؛ كما في كلمة "thief"؛ وتنطق كالذال أيضا، كما في كلمة "they".
ولا علينا من استخدام "t" مقابلا للدال في كلمة «محمد» في الإحصائية المذكورة؛ فهو شاذ.
كما تتعدد الحروفُ المقابلةُ لثلاثٍ من علامات الضبط، كما يلي:
‌و.      الضمة: ويُستخدم تارةً تمثيلا لها الحرفُ "o"، كما ورد في الأسماء الثلاثة بالإحصائية على ميم «مُحمد»، وعلى قاف «القُرآن» (بنسبة تقل عن النصف؛ حيث بلغت 57٪ في الأولى، و37٪ في الأخرى؛ بمجموع 47٪)، وتارة الحرف "u" (بنسبة تزيد على سابقتِها؛ بمجموع 52٪؛ حيث كانت في الأولى 41٪ وفي الأخرى 63٪)، ولا نهتم للمقابل الثالث في «محمد» (a). واستُخدم لها "u" كما بالشكل (5) في مثل كاف ﴿ٱلۡكُفَّارِ﴾، وهاء ﴿تَرَىٰهُمۡ﴾، بينما تستخدم للواو "oo"، كما في ﴿ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ﴾.
‌ز.       الفتحة: حيث يُستخدم مقابلها "e" أحيانا، كما استُخدم مقابلا لها على الميم المشددة في «محَمَّد»؛ وعلى الميم في «مَكَّة»، بنسبة 72.5٪ في الجميع؛ حيث بلغت 59٪ في الأولى، و86٪ في الأخرى. وكما يشيع استخدامه في كتابة الاسم «أحمد» مقابلا للفتحة على ميمه. ولا علينا من استخدامها "o" على حاء «محمد» بنسبة 2٪؛ فهو شاذ.
‌ح.     الكسرة: ويشيع استخدام الحرف "i" مقابلا لها؛ كما ورد في عدد كبير من الكلمات الكريمة في الشكل (5)؛ حيث استُخدم كذلك مرتين عند هاء لفظ الجلالة (ٱللَّهِ)، وشين ﴿أَشِدَّآءُ﴾، وراءِ ﴿ٱلۡكُفَّارِ﴾، وميم ﴿مِّنَ﴾ (مرتين)، وراء ﴿وَرِضۡوَٰنٗا﴾، ودال ﴿ٱلسُّجُودِ﴾، ولام ﴿ذَٰلِكَ﴾، والتاء المربوطة في ﴿ٱلتَّوۡرَىٰةِ﴾، ولام ﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾ الثانية، وقاف ﴿سُوقِهِۦ﴾ وهائها، وجيم ﴿يُعۡجِبُ﴾، ولام ﴿لِيَغِيظَ﴾، وباء ﴿بِهِمُ﴾ وهائها، وميم ﴿وَعَمِلُواْ﴾، ولام ﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ وتائها المفتوحة، والميم الأولى في ﴿مِنۡهُم﴾، وفاء ﴿مَّغۡفِرَةٗ﴾. بينما استُخدم "ee" لياء المد في الشكل نفسه، كما في ﴿ٱلَّذِينَ﴾ (مرتين)، و﴿سِيمَاهُمۡ﴾، و﴿فِي﴾ (ثلاث مرار)، و﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾، و﴿لِيَغِيظَ﴾ و﴿عَظِيمَۢا﴾.
2.      إسقاط بعض الأحرف:
وليس الحديث هنا عن الأحرف التي تُكتب ولا تنطق (كالواو في «أولئك»)؛ فالعَرْمَنَة تمثيل صوتي لا حرفي. بل نرى ذلك مع الحروف الأصلية؛ حتى إن بعض الناس ربما يُسقطونها من أسمائهم. ومن ذلك ما يلي:
‌أ.        الهمزة: والهمزة حرف أصيل في اللغة العربية، بل هي من حروف المعاني؛ فتستعمل لنداء القريب، وللاستفهام. ومع ذلك، نجدها تسقط في كثير من الرومنات من العربية، ويكتب فقط الصائت المرافق لها.
وقد أسقطت في أغلب كتابات كلمة «القرآن» ضمن الإحصائية المذكورة قَبْلُ (81٪)، بينما كتب مقابلها الفاصلة العليا ('). ولا اتفاق على تعميم هذا المقابل أو غيره إلى الآن.
كما أسقطت في الشكل (5) عند الهمزة المكسورة في ﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾، والمضمومة في ﴿رُحَمَآءُ﴾ و﴿أَشِدَّآءُ﴾، وعند الهمزة المفتوحة في ﴿أَشِدَّآءُ﴾ و﴿أَثَرِ﴾ و﴿أَخۡرَجَ﴾ و﴿شَطۡ‍َٔهُۥ﴾ و﴿فَ‍َٔازَرَهُۥ﴾ و﴿ءَامَنُواْ﴾. وهذا يؤدي – بلا شك – إلى غموض وخلط أكيدين عند قرائها، ولا سيما من غير العرب؛ فكأن عرمنة ﴿ٱلۡإِنجِيلِ﴾ بالشكل (5) هي عَرْمَنَة كلمة أَلِنجيل، و﴿أَشِدَّآءُ﴾ أشداو، و﴿رُحَمَآءُ﴾ رحماو. وما هن كذلك.
‌ب.    العين: ونراها لا تـُمثَّل في الرومنات من العربية أصلا؛ كما تـُمثَّل في بعضها "AA"، كما بكلمة ﴿وَعَدَ﴾ بالشكل (5)، وهي تشبه كلمة «وَأَدَ»؛ وهكذا لا يمكننا التفريق بين مشتقات هذين الفعلين، كيعد ويئد، ووعيد ووئيد، وموعودة وموءودة. وكما في الاسم «علاء» الذي يُكتب كـ«آلاء» (Alaa)، وربما يجد صاحب أحد أمثال هذين الاسمين مشكلةً في قراءة الناس اسمَه، لخلطهم بينه وبين شبيهِه.
‌ج.      التاء المربوطة: ومعروف أن التاء المربوطة تنطق هاءً حين الوقف عليها، كما في كلمة ﴿ٱلتَّوۡرَىٰةِ﴾. وعندئذ يناسبها الحرف "h"، لكن حين الوصل يناسبها الحرف "t"، كما مُثَّلت بالشكل (5). لكن أن يُهمَل تمثيلُها تماما – كما أسقطت في (85٪) من كتابات «مكة» ضمن الأسماء الثلاثة بالإحصائية المذكورة قبل – فلا يصح. وهي تقرأ «مِكَّ»؛ كأنها الأمر من «مَكَّ، يمِكُّ» (وهو غير موجود في العربية، إنما «مَكَّ، يمُكُّ»). ولو أُهمل تمثيل التاء المربوطة؛ لما أَمْكَنَ قارئًا أن يفرق بين الكلمتين ﴿ءَامِنَةٗ﴾، و﴿ءَامِنٗا﴾ في عَرْمَنَة قول ربنا تعالى في الأولى: ﴿وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا قَرۡيَةٗ كَانَتۡ ءَامِنَةٗ مُّطۡمَئِنَّةٗ[النحل: 112]، وقولِه في الأخرى: ﴿وَمَن دَخَلَهُۥ كَانَ ءَامِنٗاۗ [آل عمران: 97]. وهذه وتلك تختلف كتابة كل منهما عن ﴿أَمِنَ﴾ في قول الله جل وعلا: ﴿فَإِنۡ أَمِنَ بَعۡضُكُم بَعۡضٗا فَلۡيُؤَدِّ [البقرة: 283]. وفرق بين «النشوة» (وهي أول السُّكْر، والارتياح للأمر والنشاط له، والرائحة)، و«النشوى» (وهي المنسوب إلى النَّشَا، وهو نسيم الريح الطيبة)([v]).
‌د.       الصوائت الطوال: وهي في النظام الصوتي العربي: حروف المد الثلاثة (الألف، والواو، والياء)، وهي في مقابل الثلاثة القصار التي تمثلها الحركات في علامات الضبط (الفتحة والضمة والكسرة)([vi]). وقد تحدث بعض الباحثين([vii]) عن تعدد الصيغ الأجنبية للاسم الواحد، الذي أنتجته العديد من أنظمة الرومنة، وأنه أمر مُربِك ومضلل، حيث تُقَدِّم تمثيلا خاطئا للاسم الأصلي، فهي لا تفرق بين الأصوات الصائتة الطويلة والقصيرة.
ويتضح غيابُ التفريق بين الصوائت الطوال والقصار في كثير من رومنات العربية، فيما يلي:
(1) ألف المد: ونجدها في الشكل (5) قوبلت بالحرف "a" فقط في لفظ الجلالة ﴿ٱللَّه﴾، وفي ﴿أَشِدَّآءُ﴾ و﴿رُحَمَآءُ﴾ و﴿تَرَىٰهُمۡ﴾ و﴿وَرِضۡوَٰنٗا﴾ و﴿سِيمَاهُمۡ﴾ و﴿ذَٰلِكَ﴾ و﴿ٱلتَّوۡرَىٰةِ﴾ و﴿فَ‍َٔازَرَهُۥ﴾ و﴿ٱلزُّرَّاعَ﴾ و﴿ٱلۡكُفَّارِ﴾ و﴿ءَامَنُواْ﴾ و﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾، ومثلها الألف المقصورة في ﴿فَٱسۡتَوَىٰ﴾ و﴿عَلَىٰ﴾. وهي هكذا تُقرأ: أَلَّه (كأنها فعل) وأشِدَّأُ ورحمَأ وترَهم (كأنها مجزومة) ورضوَنا وسيمَهم وذَلِك (بلا مد؛ كدَلِك) والتورَة وفأَزره والزُّرَّع والكُفَّر وأمَنوا والصَّلِحَت. ونجدها قد أُغفل استخدامُ مقابل لها في «القرآن» بالإحصائية قبلُ؛ سواء وُضعت علامةٌ للهمزة ولم توضع. فهذه الكتابات الثلاث تُقرأ: «قُرَن»، و«كُرَن»، و«قُرْأً» (أو «قُرْأن») لو سلمنا بهمزية الفاصلة العليا.
(2) واو المد: وقد روعي بالشكل (5) تمثيلُها بالحرفين "oo" في الكلمات: ﴿رَّسُولُ﴾، و﴿يَبۡتَغُونَ﴾ و﴿وُجُوهِهِم﴾ و﴿ٱلسُّجُودِ﴾ و﴿سُوقِهِۦ﴾ و﴿ءَامَنُواْ﴾؛ لكن سقط منه في مد الصلة في ﴿مَعَهُۥٓ﴾، و﴿شَطۡ‍َٔهُۥ﴾، و﴿فَ‍َٔازَرَهُۥ﴾، وعلى العكس لم يراعَ إسقاطُها من ﴿وَعَمِلُواْ﴾ لالتقاء الساكنين.
(3) ياء المد: وروعي تمثيلها بالحرفين "ee" في العَرْمَنَة بالشكل (5) في الكلمات: ﴿وَٱلَّذِينَ﴾، و﴿سِيمَاهُمۡ﴾ و﴿فِي﴾ و﴿ٱلَّذِينَ﴾ و﴿عَظِيمَۢا﴾، وإن سقطت من مد الصلة في ﴿سُوقِهِۦ﴾، ولم يراعَ إسقاطُها في حرف الجر ﴿فِي﴾، لا من ﴿فِي ٱلتَّوۡرَىٰةِۚ﴾ ولا من ﴿فِي ٱلۡإِنجِيلِ﴾ لالتقاء الساكنين.
‌ه.     الشدة: ويُغفَل كثيرا تضعيف الحرف المقابل لها، كما في الميم الأخرى في «محمَّد»، وفي كاف «مكَّة»، حيث سقط تضعيف الحرف "m" في 27٪ من كتابات الأول، لكن مقابل الكاف في الآخر ضُعِّف، بغض الطَّرْف عن الاستخدام الغريب للحرف "c" مقابلا لها. وفي الأسماء التي تحتوي لاما شمسية يُشدد الحرف بعدها لسقوطها، فيمثله حرفان مضعفان، كما في ﴿ٱلتَّوۡرَىٰةِ(Attawraah).
3.      زيادة بعض الأحرف:
لما كان أساس العمل في العَرْمَنَة هو التمثيلَ الصوتي، فلا ينبغي كتابة أي حرف زائد لا يمثِّل صوتا مقابلا؛ كما لا يصح إسقاط حرف مقابلٍ صوتا. ومن هنا لا يُعمل في العَرْمَنَة بتضعيف الحرف "s" أو غيره، إذا وقع بين حرفين متحركين (vowels)، كما في قواعد الإنجليزية؛ لأن تضعيفَ حرفٍ مقابلٍ لحرف عربي غيرِ مشدد يُحدث لَبْسا بلا شك؛ فلا بد أن نفرق بين الاسمين «حسن» و«حسان» – مثلا – بكتابتهما هكذا: "7asan" و"7assaan"؛ كما بالشكل (6). وبهذا؛ فلا يصح أن يُكتب اسم «يوسُف» بتضعيف الحرف "s"، كما في الشكل (7)، فالتضعيف هنا في غير موضع. وصوابه هكذا "Yoosof"، لاعتبار ضم السين.
   

الشكل (6)
الشكل (7)

التضعيف للحرف المشدد فقط
أخطاء في كتابة اسم «يوسُف» معَرْمَنَا
وعلى العكس؛ تُقرأ كلمة ﴿ٱلسُّجُودِ﴾ بتضعيف الحرف "s" ليس على حسَب قواعد الإنجليزية (Assojoode)، وكذا اسم سورة السجدة (Assajdah)، وأيضا اسما دولتي السعودية (Asso3oodeyyah) والسودان (Assoodaan). فهذان الحرفان يقابلان الحرف المشدد في العربية؛ لأنه يدغم في اللام الشمسية، والشدة على حرفٍ عربي تستدعي تضعيف الحرف المقابل له.
4.      استخدام حرفين لتمثيل صوت منفرد:
فيشيع استخدام حرفين لتمثيل صوتٍ واحد، وهذا غير عملي، بل هو مما يُربِك إلى حد بعيد، ومما يُحدث لَبسا كبيرا؛ ولا سيما أن كل حرفين يُستخدمان لعَرْمَنَة صوتين، كما يتضح فيما يلي:
‌أ.        "gh": يستخدمان تمثيلا للغين؛ وهما أنسب لجيم ساكنة بعدها هاء، كما في كلمة ﴿وَجۡهُ﴾ بقول ربنا جل وعلا: ﴿وَيَبۡقَىٰ وَجۡهُ رَبِّكَ[الرحمن: 27] (wajho)؛ باعتبار استخدام "j" للجيم لا "g".
‌ب.    "kh": ويستخدمان ممثِّلَيْن للخاء؛ بينما يناسبان كافا ساكنة ثم هاء، كما في كلمة﴿يُدۡرِكۡهُ﴾ في قول الله تعالى: ﴿ثُمَّ يُدۡرِكۡهُ ٱلۡمَوۡتُ[النساء: 100] (yodrekho).
‌ج.     "th": ويستخدمان لتمثيل الثاء، وأيضا للذال، وكذلك للظاء، لكنهما يناسبان التاء الساكنة بعدها هاء، كما في ﴿زَادَتۡهُمۡ﴾ بقول الله سبحانه: ﴿زَادَتۡهُمۡ إِيمَٰنٗا[الأنفال: 2] (zaadathom).
‌د.       "sh": ويستخدمان تمثيلا للشين؛ وهما يناسبان سينا ساكنة ثم هاء؛ كما في كلمة ﴿نُنَكِّسۡهُ﴾ بقول رب العالمين: ﴿وَمَن نُّعَمِّرۡهُ نُنَكِّسۡهُ فِي ٱلۡخَلۡقِۚ[يس: 67] (nonakkesho).
‌ه.     "ch": ويَستخدمهما أهلُ المغرب العربي لتمثيل حرف الشين. مع أنهما يُنطقان كالكاف في مثل كلمة "school". هذا غير أنهما يقرآن أيضا كحرفي التاء والشين (كما في كلمة "rich")؛ ويُستَغنَى عنهما لذلك بمُمَثِّلٍ لكل من ذَيْنِكُمُ الحرفين.
‌و.      "dh": ونجدهما يستخدمان تمثيلا للضاد حينا، وللظاء مرة، وللذال تارة. وهما يناسبان دالا ساكنة بعدها هاء، كما في: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ [هود: 123، ومريم 65] (fa3bodho)، و﴿وَعِدۡهُمۡۚ [الإسراء: 64] (wa3edhom)، و﴿وَجَٰهِدۡهُم [الفرقان: 52] (wajaahedhom)، و﴿لَمۡ يَجِدۡهُ [النور: 39] (yajedho)، و﴿ٱلۡهُدۡهُدَ [النمل: 20] (Alhodhoda)، وفي ﴿فَزِدۡهُ[ص: 61] (fazedho)، و﴿فَلَمۡ يَزِدۡهُمۡ﴾ و﴿لَّمۡ يَزِدۡهُ [نوح: 6، و21] (yazedhom)، و(yazedho)، و﴿وَٱلسَّاعَةُ أَدۡهَىٰ وَأَمَرُّ[القمر: 46] (2adhaa)، و﴿مُدۡهَآمَّتَانِ [الرحمن: 64] (modhaammataane)، و﴿مُّدۡهِنُونَ[الواقعة: 81] (modhenoona)، وكما في ﴿وَدُّواْ لَوۡ تُدۡهِنُ فَيُدۡهِنُونَ[القلم: 9] (todheno fayodhenoona).
‌ز.       "zh": ويستخدمان لحرف الظاء. لكنهما يناسبان الزاي الساكنة قبل هاء، كما في كلمة ﴿وَتَزۡهَقَ﴾ بقول ربنا: ﴿وَتَزۡهَقَ أَنفُسُهُمۡ[التوبة: 55، و85] (watazhaqa).
‌ح.     "dj": ويستخدمان لحرف الجيم وَفْق طريقة المغرب العربي. وهما يناسبان دالا ساكنة بعدها هاء، كما في الفعلين «أَدْجَن» (2adjana)، كما يقال: أدجن المطر: دام، و«أَدْجَى» (2adjaa): وهو مثل «دجا»: تم وكمُل، ودجى الليل وأدجى: عَمَّتْ ظلمتُه وألبَس كلَّ شيء([viii]).
5.      الخلط في كتابة «أل» التعريف:
ويتمثل هذا الخلط في تعدد صور «أل» التعريف عند تمثيلها، ومن ذلك ما يلي:
‌أ.        إسقاطها: كما نلاحظ في الاسم الثالثِ الثلاثةِ (القرآن) بالإحصائية المذكورة هنا، في جميع نتائجها (بنسبة 100٪). ولا يصح إهمال «أل» التعريف؛ لنفرق بين كتابة الكلمة معرفةً (كما في قول ربنا: ﴿أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ ٱلۡقُرۡءَانَۚ [النساء: 82، ومحمد: 24])، ونكرةً (كقوله جل وعلا: ﴿إِنَّ قُرۡءَانَ ٱلۡفَجۡرِ كَانَ مَشۡهُودٗا [الإسراء: 78] المعرَّفَةِ فيه بالإضافة لا بأل).
‌ب.    كتابتها "El": كما تُرسَم في المغرب العربي؛ تأثُّرًا باللغة الفرنسية، وفي مصر؛ تأثُّرًا بالنطق العامي لها.
‌ج.     فصلها عن معرِّفَتِه: كأن يكتب "Al Malek". ولا ينبغي الفصل بين أجزاء الاسم الواحد، فهذا يناسب الكلمة المستقلة، كما هي الحال في أسماء العائلات، كالاسم «آل عمران (2aale 3emraan)».
‌د.       تكبير الحرف بعدها: فلا خلاف بشأن تكبير أولها، لكن لا ينبغي تكبير الحرف بعدها، كما يكتبون "AlMalek"؛ فالتكبير ينبغي أن يكون لأول الاسم فقط؛ مهما يكن ذلك موجودا في اللغات الأورپية.
‌ه.     إسقاط أولها: ويحدث هذا عند كتابة الاسم المكون من كلمتين (مثل «عبد الرحمن»)؛ فنجدهم يكتبونه كأنه كلمة واحدة حسب نطقه. وينتج عن ذلك أحد أمرين:
(1)  نزعها وإلحاقها بالمضاف قبلها: كما يُكتب "Abdul Rahman"؛ فتكون الكلمة الأولى مكونة من «عبد» والضمة على آخرها، واللام من «أل» التعريف من «الرحمن». ولا يستقيم نطق «أل» من دون الاسم الذي تُعَرِّفُه([ix]).
(2)  إلحاقها ومُعَرَّفِها بالمضاف: كأن يكتب مثلا "Abdulrahman". وهذا لا يستقيم، فهما كلمتان، وإن لم يستقم نطق الأول دون الآخر. وربما يظنه قارئه «عبدُلرحمن»؛ إذا لم ننصف في قراءته قراءة سليمة هكذا: «أَبْدُلْرَهْمَن». بغض النظر عن صواب تمثيل اللام الشمسية هنا.
‌و.      وضْع علامة بينها وبين مُعَرِّفَتِه: فيكتبون "Al-Malek"، و"Abdul-rahman". ولا داعي لذلك.
‌ز.       مقابلة اللام الشمسية: فمعروف أن اللام الشمسية لا تُنطَق، بل يُنطَق الحرف بعدها مشددا. فينبغي لذلك ألا يحتوي الاسم عبد الرحمن على حرف "l"؛ بل على حرفَيْ "r".
6.      إغفال ضبط المضاف:
المضاف يُقرأ غالبا متصلا بالمضاف إليه؛ فيُقرأ لذلك بحركة في آخره، تتغير تبعا لموقعه الإعرابي؛ ولم يُتَّفق بين الأنظمة السابقة للرَّوْمَنَة من العربية أو في اللغات الأورپية على قواعدَ لكتابة المضاف وحركته. ومن أبرز أمثلة المضاف والمضاف إليه ما يلي:
‌أ.        مضاف «ابن» والمضاف إليها: فلو سبق كلمةَ «ابن» اسم (كما في قولنا: «رسولُنا هو محمدُ بنُ عبدِ الله ﷺ»)؛ لصار الاسم «محمد» مضافا، وهو هنا مرفوع؛ وتسقط ألف «ابن» عند الوصل لفظا كما سقطت رسما. وربما يكون المضاف قبلها منصوبا أو مجرورا. وينبغي ضبطُ دال «محمد» في كل حال.
‌ب.    عبد الله والعباد غيره: ومَثَل هذه الأسماء (كعبد العزيز، وعبد الرَّحيم) مَثَلُ «ابن» والمضاف إليها. ينبغي ضبط آخر المضاف فيها (عبد) حسب موقعه الإعرابي.
7.      ازدواج الضبط:
ويظهر هذا جليا عند تمثيل ضبط آخر كلمةٍ ما وأولِ التي تليها، خصوصا إذا كان أول الأخرى ساكنا؛ كما في الكلمتين: ﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ﴾ في عَرْمَنَة الآية الكريمة بالشكل (5)، حيث كُتِبَ مقابلٌ للضمة على آخر لفظ الجلالة ﴿ٱللَّهُ﴾، تلاه فتحٌ لأول ﴿ٱلَّذِينَ﴾؛ فكُتب ذلك (ua)؛ حيث كُتِبَتا هكذا: "Allahuallatheena"، وهذا يُقرأ مغايرًا للنطق العربي تماما؛ حيث تسقط ألف الوصل هنا لفظا. وما ينبغي لمُعَرْمِنٍ دمجُهما، كما يتضح مما يلي.
8.      دمج كلمتين:
ومثاله – غيرُ ما سبق في «عبد الرحمن» – ما ورد بعَرْمَنَة الآية الكريمة في الشكل (5)؛ حيث دُمجت الكلمات التالية، كأن المَدموجتَيْن منها كلمةٌ واحدة، وهي: ﴿وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ﴾، و﴿رُحَمَآءُ بَيۡنَهُمۡۖ﴾، و﴿فَضۡلٗا مِّنَ﴾، و﴿فِي وُجُوهِهِم﴾، و﴿ٱلۡإِنجِيلِ كَزَرۡعٍ﴾، و﴿فَٱسۡتَغۡلَظَ فَٱسۡتَوَىٰ﴾، و﴿ٱلزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ﴾، و﴿ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ﴾، و﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ مِنۡهُم﴾. ولا نعلم قاعدة لذلك؛ بل إنه طُبِّق في ﴿مَثَلُهُمۡ فِي﴾، ولم يطَبَّق في ﴿وَمَثَلُهُمۡ فِي﴾ بعدها بكلمة، ولا فارق بينهما سوى واو العطف. ولا نرى داعيا لدمج أية كلمتين ما لم تُدمجا في العربية.
9.      الأصوات المختلفة:
فنِصْفُ حروف العربية ليس لها مقابل صوتي في الإنجليزية وأخواتِها، كما نفصل ذلك بعدُ. وهذا مما تَسَبَّب في تعدد الأنظمة.
10.  تعدد الأنظمة:
فقد ظهرت مجموعة من الأنظمة الدولية والإقليمية التي قدمت محاولاتٍ مشكورةً لتقنين كتابة الأسماء العربية (خاصة) بحروفٍ لاتينية، ومن أبرزها:
‌أ.         "IPA" (1886م): وهي القواعد الموجودة ضمن الأبجدية الصوتية العالمية (International Phonetic Alphabet) التي وضعتها المنظمة العالمية للصوتيات (International Phonetics Association). وتحتوي رموزا لجميع الأصوات في اللغات البشرية كافة([x]).
‌ب.     "UNGEGN"([xi]) (1972م): وهو نظام مجموعة خبراء الأسماء الجغرافيّة في الأمم المتحدة، التي أنشئت في العام 1959م؛ للتعامل مع مشكلات كتابة الأسماء الجغرافية، ولتقديم مقترحات بشأن توحيد كتابتها.
‌ج.     "ALA-LC" (1975م): وهو قواعد الرَّوْمَنَة من العربية (Romanization of Arabic) في مكتبة الكُنجرسِ الأمِرِكي (Library of Congress).([xii]) وعُدِّلَ في العام 1997م.
وهناك أيضا: نظام «المؤتمر الدولي للمستشرقين» (1936م)؛ المستخدم في معجم هانز ڨِر (Hans Wehr Arabic Dictionary)، ونظام «دائرة المعارف الإسلامية» (1960م)، و«النظام الدولي لنقحرة الحروف العربية (I.S.O./R. 233)» (ديسمبر 1961م)، ونظام معهد الدراسات الإسلامية بجامعة مجِل McGill، ونظام «المؤتمر العربي للأسماء الجغرافية» (ACGN) المنعقد في بيروت عامَ 1971م.([xiii]) وصُودِق عليه من قِبَل جامعة الدول العربية، ونظام «المنظمة الدولية للمقاييس» (1984م). هذا بالإضافة إلى العديد من الأنظمة، مثل: "Qalam"، و"BATR"، و"ArabTeX"، و"SATTS"، و"DIN".
وبالرغم من كل هذه الأنظمة ذات القواعد المقننة، بغض الطَّرْف عن قَبولها أو معدل استخدامها؛ فإن «عربية الدردشة» حققت شهرةً واسعة، من دون قواعدَ صارمةٍ لكتابتها.


11.  استخدام الرموز الخاصة:
استَخدَمت الأنظمة المذكورة وغيرُها رموزا خاصة للحروف العربية التي لا مقابلَ لها في الحروف اللاتينية (كالصاد والحاء والضاد والظاء)؛ فاختير لها أقرب الحروف صوتيا، مع وضع نقطة أو خط تحتها أو فوقها، أو خط يتخللها كما بالشكل (8). وأما الهمزة والعين والقاف؛ فلا حروف لاتينية قريبة منها صوتيا. فاختير للهمزة رموز مثل (ʔ)، و(')، وقوبل حرف العين برموز مثل (ʿ)، و(ʻ)، واختير للقاف الحرف "q".([xiv])
الشكل (8)
بعض الرموز الخاصة على برنامج «ميكرو سوفت وورد»
ولم تَخْلُ هذه الرموز من عدد من المشكلات التي حالت دون انتشارها، تتلخص فيما يلي:
‌أ.        صعوبة الكتابة: لأن مستواها يفوق قدرة المستخدم غير المتخصص في التعامل معها بيسر، فهي غير مألوفة له، فلا يعرف كيفية استخدامها أو قراءتها.([xv])
‌ب.    اللاتينية: حيث استُلهمت هذه الرموز من اللاتينية لا من العربية؛ فتعتبر لذلك غريبة وغير عملية.
‌ج.     التضارب: فهناك تباين في مقابلات الحرف الواحد، نتيجة لتعدد الأنظمة؛ فنجد – مثلا – أن حرف الذال يقابله في قاعدة ما "Dh"، بينما يستخدم هذان الحرفان لحرف الضاد وفقًا لقاعدة أخرى.
‌د.       الزهد في الاستخدام: فالمستخدم العادي، ولا سيما مستخدمي الإعلام الجديد، ليس لديهم أي حماس يذكر لاستخدام الرموز التي طرحتها الأنظمة السابقة.
‌ه.     الازدواجية: فحين لجأت الأنظمة السابقة إلى خلق مقابِلات لبعض الحروف العربية من حروف تقابل حروفا أخرى عربية بإضافة نقطة تحتها أو غير ذلك؛ كانت النتيجة أن تلك الحروف تُستَخدَم مقابِلات للحرف الأصلي المقابِلة له، وأيضا للحرف المصنوعةِ رمزًا منه من دون ترميز. ومن أمثلة ذلك ما يلي:
(1)   "h": يستخدم مقابلا الحاء. كما استُخدم في الاسم «محمد» في الإحصائية قبلُ (بنسبة 100٪)، وهو استخدام خاطئ؛ حيث إنه مقابل الهاء؛ فيُقرأ «مُهَمَّد»، ومعناه: مقتول مرة بعد مرة؛ من «أهمَدَ» قِرنَه، أي: تركه جثة هامدة، بمعنى: قتله)([xvi]). واستخدامه للحاء والهاء كفيل بإحداث لَبْس لدى القارئ؛ فالاسم هالة (Haalah) غير حَالَ في مثل قول الله تعالى: ﴿وَحَالَ بَيۡنَهُمَا ٱلۡمَوۡجُ[هود: 43] (7aala). وفرق بين اسم سورة النحل والنَّهْل، وكذا الحديد والهديد (وهو دَوِيُّ الصوت، وأيضا: الرجل الطويل([xvii]))، و«الحشر» والهشر (وهو حَلْب جميع ما في الضَّرْع؛ من «هَشَر» الناقة([xviii]))، والممتحَنة والممتهَنة، والتحريم والتهريم (مصدر «هَرَّم» الدهرُ فلانا، أي: جعله هَرِما، أي: كبيرا ضعيفا، و«هرَّم» اللحمَ: قطَّعه قطعا صغيرة، و«هَرَّم» البناءَ: جعله على هيئة الهرم)([xix]).
(2)  "s": يستخدم للصاد. واستخدامه يكون للسين، وهو حرفٌ غير الصاد؛ فكلمة ﴿ٱلصَّٰلِحَٰتِ﴾ لو كتبت بـ"ss"، لقُرئت «السالحات»، وكانت جمعا لمؤنث «السالح»، ومعناه: ذو السلاح([xx]).
(3)  "t": للطاء. وهو يستخدم للتاء، وفرق بين ﴿مَا طَابَ لَكُم[النساء: 3] (6aaba)، و﴿إِلَّا مَن تَابَ وَءَامَنَ[الفرقان: 70] (taaba). ولو كُتِب به اسم سورة «طه» المكون من الحرفين الهجائيين «طا» و«ها» لقرئ تاها (كأننا نتحدث عن شخصين ضلا الطريق). وفرق بين اسم سورة الطلاق، و﴿يَوۡمَ ٱلتَّلَاقِ[غافر: 15] (أي: يوم القيامة؛ لتلاقي أهل السماء والأرض فيه)([xxi]). وكذا فرق بين اسم دولة قطر (Qa6ar) و﴿قَتَرٞ﴾ (أي: سواد)([xxii]) (qatarow) في قول ربنا تعالى: ﴿لِّلَّذِينَ أَحۡسَنُواْ ٱلۡحُسۡنَىٰ وَزِيَادَةٞۖ وَلَا يَرۡهَقُ وُجُوهَهُمۡ قَتَرٞ وَلَا ذِلَّةٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ[يونس: 26].
(4)  "d": مقابلَ الضاد. وهو يقابل الدال؛ وشَتَّانَ مَا بينَ الحرفين؛ فلا علاقة إطلاقا بين ﴿ٱلضَّآلِّينَ﴾، والدَّالِّين (جمع «دالٍّ»)، وفرق بين العضل، كما في قول ربنا تعالى ﴿فَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ[البقرة: 232]، و«العدل» كما في قوله جل وعلا: ﴿فَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلۡهَوَىٰٓ أَن تَعۡدِلُواْۚ[النساء: 135]، و«ضَرْب (9’arb)»، غير «دَرْب (darb)».
(5)  "z": يستخدم مقابلا الظاء. وحرف الظاء ليس زايا ليكتب "z". وكلمة ﴿ظَلَّ﴾ في قول الله تعالى: ﴿ظَلَّ وَجۡهُهُۥ مُسۡوَدّٗا[النحل: 58] (6’alla)، غير كلمة «زَلَّ» في قولنا: زَل وجهُه لربه (zalla).
12.  اللَّبْس بين الكلمات:
وهو مما ينتج عن ازدواج الحروف المقابلة لأكثر من حرف، كما سبقت الأمثلة. كما ينتج أيضا عن سقوط المد من بعض الكلمات؛ فمثلا نجد الاسمين «مَلَك (Malak)»، و«مَلَاك (Malaak)» يكتبان كالأُولى.
13.  غياب الاتفاق على نظام واحد:
وهذا يرجع إلى افتقار كل نظام إلى التمام الذي يحقق رضا المستخدمين. ولهذا ظهرت دعوات عديدة للاتفاق على نظام سهل؛ حيث يرى الباحثون([xxiii]) والمهتمون بالعَرْمَنَة أن «الأنظمة المتوافرة – مثل مكتبة الكُنجرس والموسوعة الإسلامية – شديدة التعقيد والتفصيل، وتَستخدم حروفا ورموزا لا تتوافر للمستخدم العادي؛ ولذلك ثمة حاجة لنظام بسيط للأسماء يعتمد حروفا متوافرة للجميع».


([i]) صفحة «اكتب ولا تكتب» على فيس بك: www.facebook.com/OktobWalaaTaktob.
([ii]) أحمد بن عبد الله البنيان، وإبراهيم بن يوسف البلوي: «تباين كتابة أسماء الأعلام العربية بالحروف اللاتينية: صوره وأسبابه»، مرجع سابق، ص 13.
([iii]) مجمع اللغة العربية: «المعجم الوسيط»، مرجع سابق، ص 751.
([iv]) المرجع السابق، ص 782.
([v]) المرجع السابق، ص 924.
([vi]) منصور بن محمد الغامدي: «الصوتيات العربية»، (الرياض: مكتبة التوبة، 1421ه = 2001م)، ص 72.
([vii]) ستَّار سعيد زويني: «بحثا عن صيغة واضحة وموحدة لكتابة المنطوق العربي باللغات الأُورُپِّية: رومنة الأسماء العربية»، موقع صحيفة الاتحاد، http://www.alittihad.ae/details.php?id=33625&y=2012، تاريخ النشر: الخميس: 5 من أپريل 2012م، شوهد الأربعاء: 21 من ذي الحجة 1435ه (15 من أكتوبر 2014م)، الساعة: 10:10.
([viii]) مجمع اللغة العربية: «المعجم الوسيط»، مرجع سابق، ص 272.
([ix]) ستَّار سعيد زويني: «بحثا عن صيغة واضحة وموحدة لكتابة المنطوق العربي باللغات الأُورُپِّية: رومنة الأسماء العربية»، مرجع سابق.
([x]) منصور بن محمد الغامدي: «الصوتيات العربية»، مرجع سابق، ص 48.
([xi]) United Nations Group of Experts on Geographical Names: "Technical reference manual for the standardization of geographical names", United Nations, New York, 2007, P 11.
([xii]) Randal K. Berry: "ALA-LC Romanization Tables: Transliteration Schemes for Non-Roman Scripts". Library of Congress, 1997. (http://lcweb.loc.gov/catdir/cpso/roman.html).
([xiii]) المؤتمر العلمي الثالث للأسماء الجغرافية: «النظام العربي الموحد لنقل الأسماء الجغرافية من الأحرف العربية إلى الأحرف اللاتينية»، (بيروت: 30، و31 مايو 2007م).
([xiv]) أحمد بن عبد الله البنيان، وإبراهيم بن يوسف البلوي: «تباين كتابة أسماء الأعلام العربية بالحروف اللاتينية: صوره وأسبابه»، مرجع سابق، ص 12.
([xv]) المرجع السابق، ص 8.
([xvi]) مجمع اللغة العربية: «المعجم الوسيط»، مرجع سابق، ص 993.
([xvii]) المرجع السابق، ص 976.
([xviii]) الفيروزابادي: «القاموس المحيط»، نسخة إلكترونية، موقع الباحث العربي (http://baheth.info)، «الهشر».
([xix]) مجمع اللغة العربية: «المعجم الوسيط»، مرجع سابق، ص 983.
([xx]) المرجع السابق، ص 441.
([xxi]) جلال الدين محمد بن أحمد المحلى، وجلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي: «تفسير القرآن العظيم»، (القاهرة: الأزهر الشريف، قطاع المعاهد الأزهرية، 1432 – 1433ه = 2011 – 2012م)، ص 556.
([xxii]) المرجع السابق، ص 234.
([xxiii]) ستَّار سعيد زويني: «بحثا عن صيغة واضحة وموحدة لكتابة المنطوق العربي باللغات الأُورُپِّية: رومنة الأسماء العربية»، مرجع سابق. 

No comments:

Post a Comment