لقد أحدث
الإعلام الجديد انتشارًا ضخمًا لاستخدام العَرْمَنَة، وإن كان هذا الانتشار قد بدأ
قبل ذلك بقليل، في الأعوام الأولى من تسعينيات القرن العشرين، حينما ظهرت في
العالم العربي التلِفوناتُ المحمولة، التي كان بعضُها غيرَ مدعوم باللغة العربية؛
فكانت العَرْمَنَةُ هي الحلَّ البديلَ في كتابة الرسائل القصيرة (SMS)، وفي كتابة قائمة الأسماء (Contacts).
وكذلك انتشرت العَرْمَنَة – كأحد المستويات اللغوية العربية (كالعامية) – بين العرب الذين يعيشون في بلاد أجنبية، ممن
ليس لديهم لوحةُ مفاتيحَ بحروف عربية.
وتجدر هنا الإشارة إلى ظهور استخدام الأرقام، الذي بدأ مع بداية
استخدام التقنيات والوسائل والبرامج الإلكترونية في التواصل، حيث لجأ البعض ممن لا
يُتقنون الإنجليزية، أو
ممن يتواصلون مع من لا يتقنها، إلى استخدام اللغة العربية بالأحرف اللاتينية. ولما كان بعض حروف العربية
يقابله أكثرُ من حرف إنجليزي، ولم يكن بعضُها له مقابل؛ فقد ظهر اللجوء إلى استخدام
الأرقام للتعبير عن هذه الحروف وتلك.
ومع انتشار
الإعلام الجديد، زاد انتشار العَرْمَنَة بهذه الأرقام؛ حتى لا تكادَ تخلو منها مواقعُ التواصل الاجتماعي، وغرفُ الاتشات، ورسائلُ البريد الإلِكتروني وغيرُها.
«العَرْمَنَة» في الإعلام الجديد بين
الإيجابية والسلبية:
هناك العديد
من الآثار الإيجابية وكذا من الآثار السلبية لاستخدام العَرْمَنَة في الإعلام
الجديد – ولا سيما من قِبَل الشباب المسلم – ونذكر فيما يلي بعضا من هذه وتلك:
1.
الآثار الإيجابية:
ويتلخص
أبرزها في أنها:
أ.
تُتِيح كتابةَ العربية لمن لا يملك لوحةَ مفاتيحَ عربيةٍ
ولا سيما من المسلمين غيرِ العرب.
ب.
تيسر عمليةَ التواصل لمن يجيد التحدث باللغة العربية ولا
يجيد الكتابة بها، أو يكتب الإنجليزية أو غيرها بالكُمپيوتر أسرع، شريطة أن يكون
الشخص الآخر على علم بالعَرْمَنَة ورموزها.
ج.
تسهل للأجانب عملية البحث عن الأسماء العربية، ولا سيما عند
استخدام نظام واحد للعَرْمَنَة.
د.
تُمَكِّنُ الجهاتِ المسؤولةَ – ولا سيما الأجنبية – من كتابة
الأسماء العربية بالإنجليزية وغيرها، من دون لَبْس بين اسم وآخر.
2.
الآثار السلبية:
ومنها
أن استخدام العَرْمَنَة بديلا وحيدا في التواصل من قِبَل بعض مستخدمي الإنترنت
يؤدي إلى:
أ.
قلة استخدام اللغة العربية، مما يؤدي إلى الضعف فيها،
سواء نحويًّا أو إملائيًّا أو لُغويًّا.
ب.
تَرَدِّي أساليب المحادثة.
ج.
ضَعف المحتوى العربي في الإنترنت بشكل عام.
وربما يتمثل
الحَلُّ للتغلب على هذه الآثار السلبية في أمرين:
أ.
تطبيق نظام موحد للعَرْمَنَة.
ب.
قَصْر استخدامها على الحاجة العلمية.
No comments:
Post a Comment